الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة رسالة من المخرج المسرحي نور الدين الورغي إلى الحكومة

نشر في  25 أفريل 2014  (11:12)

توّجه المخرج المسرحي نور الدين الورغي برسالة الى الحكومة جاء فيها ما يلي:

كيف كانت ستكون ألمانيا برجال أعمالها ومصانعها لولا دوت وبيتهوفن وبرشت؟ كيف كانت ستكون فرنسا رغم ثوراتها لولا موليار، راسين وفلوبير؟ كيف كانت ستكون بريطانيا لولا شكسبير؟ كيف كانت ستكون روسيا لولا ستنسلوفسكي؟
إن البلدان بمثقفيها، بمبدعيها، وليس بدباباتها والمسرح هو مرآة الشعوب وهو المتحدي لجميع الاحتجاجات والارتجاجات والزلازل التي تمر بها الدول عندما يتعرض بلد ما إلى أزمات ويحتاج الساسة إلى استنهاض الهمم والتوعية فإنهم يلتفتون إلى المثقفين والمبدعين والمفكرين.
إن نضالنا اليوم نضال ضد الارهاب فلا نستطيع الوقوف أمامه بالسلاح والرصاص فقط بل بالثقافة والابداع.
إن المستثمر الأجنبي عندما يرى الفضاءات المسرحية والسينمائية مفتوحة كل يوم وليلة في كافة أنحاء بلادنا سيأتي لا محالة إلينا وعندما يرى الأسلاك الشائكة أمام وزارة الداخلية والوزارة الأولى والمجلس التأسيسي فكيف سيكون تصرفه.
إن المسرحيين الذين غامروا واستثمروا في الفضاءات المسرحية متعددة الاختصاصات والتي تنتج وتنشط وتكوّن لا بد من الوقوف إلى جانبهم وليست وزارة الثقافة فقط معنية بل المجتمع المدني كذلك.
وفي مثل هذه الأزمات التي تمر بها بلادنا اليوم أتمنى أن تكون وزارة الثقافة من بين وزارات السيادة مثلما وقع في فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى.
إن الحرب الثقافية على الارهاب لا يمكن أن تنجح إلا بدعم الدولة والمجتمع المدني للفضاءات الثقافية العمومية والخاصة فالارهابي أو مشروع الارهابي لا يخشيان الرصاص لأنهما يؤمنان بمبادئ غيبية لا يمكن التصدي لها سوى بالفكر التقدمي الذي يقف حاجزا أمام الأفكار الظلامية والمتحجّرة.

نور الدين الورغي
رئيس غرفة الفضاءات الخاصة

المصدر: راديو تياتر